الجمعة، 2 أبريل 2010

وأبى القلم أن يكتب

تلك هى المرة الاولى التى تنوى فيها أن تكتب .... أن تتحرر من دنياها أو قل تتحرر لدقائق وربما ساعات عن هذا العالم الخارجى وتختلى بنفسها كى تسترجع كل ما مر عليها وتدونه وتعلق عليه فربما تكون تلك هى الطريقة الوحيدة الذى ستريحها من دنياها. أن تجد أحداثا الالاما وافراحا تسردها بين الحين والاخر كلما اختلت بنفسها .... تضحك على بعضها وربما تبكى وربما يختلط الضحك بالبكاء ولا تدرى ايهما اقرب اليها .
وعندما همت بان تمسك القلم ابى القلم ان يكتب. استبدلته بقلم اخر ولكنه ابى هو الاخر. ماذا حدث ؟ هل فقدت السيطرة على القلم ولماذا توقفت الاقلام عن الكتابة هل تلك الاقلام تشاطر الدنيا تحديها لها ايضا ام ماذا ؟
اخذت تفكر مليا ماذا تفعل فهى فى امس الحاجة للكلام للصراخ ترغب ان تلقى بكل همومها داخل اوراقها ولكن؟
القلم يأبى ان يكتب ؟
اخذت تحدثه وتستجديه كى تكتب ما تمليه عليه ولكنه لم يأبه لتوسلاتها ولم يلقى بالا الى تلك الدموع التى سقطت من عينينها وبللت وجنتيها وملأت الورقة التى كانت تنوى ان تلقى فيها كل همومها
لم يأبه بكل هذا وأبى أن يكتب ؟
ماذا ستفعل فهى فى امس الحاجة الى الكلام . فى امس الحاجة الى ان تلقى همومها خارجها وليس شرطا ان يوجد من يسمع اليها او يرد عليها كل ما كانت تريده فقط ان تتخلص من كل ما بداخلها علها ترتاح ؟
حتى القليل الذى طلبته بخل القلم عليها به ؟
وحينما يأست ان يكتب القلم قررت ان تتحرر من الدنيا بكل ما فيها ستتحرر من اقلامها ومن اوراقها ومن كل من حولها ستتحرر من الزيف و ستتحرر من الغش و ستتحرر من النفاق الذى يحيط بها من كل جانب
ولملمت اشلائها واعلنت الرحيل بلا عودة. سترحل الى عالم منفرد بها فقط علها تجد راحتها به وربما يمنحها بعض الامان الذى افتقدته فى دنياها. سترحل وهى راضية بهذا القرار فقد وقفت الدنيا امامها كثيرا ولم تمنحها سوى الخوف .
داخل عالمها لن تجد للخوف معنى بل ستجد الامان الذى تفتقده
وقبل ان ترحل اخذت تتأمل السماء ليلا كم كان المنظر رائعا وهى تنظر الى السماء وهى تملؤها النجوم وتنيرها فتلقى سحرا رائعا عليها وفى غفوتها تلك ظهر لها حبيبها القمر نظرت اليه مبتسمه وسعيدة فها هو قد ظهر لها اخيرا منذ اخر لقاء بينهم كم كانت تفتقده كثيرا وكم اشتاقت لرؤيته كى تبث له همومها واحزانها فهو لا يمل ابدا من شكواها بل يستمع اليها فى حنان وينصت جيدا اليها ويمسح دمعتها ويربت على كتفيها فى حنان وفى نهاية اللقاء يمنحها اغلى هدية يمنحها الامان نعم فهو الامان بالنسبة اليها .
وعندما ظهر اليها وجد مسحة من الحزن تملأ وجهها والدموع محبوسة داخل عينها.

قال لها ؟ مالك يا عزيزتى لماذا هذه المسحة من الحزن التى اراها فى عينيك هل لك ان تجيبينى؟
قالت له : بحثت عنك كثيرا ولكنى لم اجدك افتقدتك فى دنياى وعجزت ان امضى فيها بمفردى وعندما قررت أن أبث شكواى على ورقى أبى قلمى ان يكتب لم اجد من القى له بهمومى مثلما افعل معك وانت بعيد عنى اترقبك كل ليلة ولكن ؟
قال لها : انا معك دائما وحولك القى الى بكل همومك؟
قالت له : لا داعى الان فقد قررت الرحيل ؟
قال لها : الى اين؟
قالت له : الى حيث لا تدركنى الاعين ؟
قال لها : وهل لك ان تتركينى بمفردى ؟
قالت له: سأريحك منى ومن كثرة شكواى فيقينا يوما ما ستمل شكواى وتأبى ان تستمع الى كما فعل القلم معى
قال لها : اذن اذا قررت الرحيل فسأرحل معك
قالت له : لا لن يحدث هذا فانت مبعث الامان لى ولغيرى فكيف لك ان ترحل معى وتتركهم بلا امان
قال لها : ولكنى لن اتركك هكذا بمفردك فلن تحتملى ان تبقى وحيدة
قالت له : لاتقلق على فقد اعتدت هذا منذ زمن بعيد قبل ان ادرك وجودك بجوارى لا تحزن على فلربما كان ذلك هو الحل الامثل منذ زمن بعيد ولكن لا بأس من اننى ادركته الان فقط سارحل وسادعو الله ان يمنح الجميع الامان والراحة فى دنياهم اما انا فقد اعلنت الرحيل رحيل بلا عودة .

هناك تعليقان (2):

  1. اولا يانوجة احييكي علي البوست دا
    بصراحة افضتي في وصفك لمشاعرك وفي وصفك لعلاقتك بالقمر
    انا ابتسمت اول ماقولتي القمر حسيت ان انا كمان شوفته بعد طول غياب

    ثانيا انتي مش هاترحلي علشان دا مش بمزاجك
    ياستي القمر مصمم يرحل معاكي
    طيب احنا ذنبنا ايه تحرمينا من القمر:):):):)

    راجعي نفسك كدا وافضلي احسنلك ولا ايه لينا تصرف تاني معاكي اعتبريه تهديد اعتبريه وعيد اعتبريه زي ماتعتبريه المهم مش هانسيبك تمشي D:D:D:D:

    ردحذف
  2. ما تقلقيش يا رورو انا قلت له يستنى معاكم وهو هيسمع كلامى تعليقاتك بتفرحنى جدا شكرا ليكى يا رورو .

    ردحذف