الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

روحها ما زالت معى.............


يذهب اليها كل ليلة . يحدثها ويحكى لها حكاياته التى لم يحكيها لها بعد . انعزل عن العالم وأصبح كل همه أن يتطلع اليها وهى تنظر اليه وتبتسم فى وجهه ببراءة الاطفال .
هكذا اصبح هو بعد ان رحلت عنه الى عالمها. يرى روحها التى تحلق حوله ويرى ضحكتها الهادئة التى تبعث فى نفسه الكثير من الطمأنينة وعندما تغيب عنه يذهب اليها فى تلك المساحة الصغيرة التى ترقد فيها بسلام يحدثها كثيرا ويلقى اليها كل همومه . نعم فهى تمثل عالمه الخاص ولا معنى للحياة بدونها . هنا فى هذا المكان لن يجد من يكسر حاجز الصمت بينهما فالجميع هنا صامتون مثله الفرق بينه وبينهم أن روحه ما زالت معه أما هم فأجساد راقدة بلا روح أما هى فهى هنا بجواره روحها حوله تأخذه بين ذراعيها تحتويه........ تخفف عنه همومه التى تكالبت عليه بعدما رحلت عنه .
لم تمت هى هنا حولى فى كل مكان أراها بثوبها الابيض تطوف حولى
لم تمت هيا اظهرى لهم أخبريهم أنكى معى قولى لهم اننى لست مجنونا فأنا أعقل منهم جميعا
هكذا كان يحدث من حوله عندما يواجهوه بحقيقة موتها .
تخيل الجميع أنه فقد عقله بعد موتها
ولكنه لم يفقد عقله ولكن فقد روحه
فهل لك أن تحيا بلا روح.......... هكذا كانت هى تمثل له
لم يشعروا به لم يرحموا قلبه الذى فقده برحيلها عنه
ما أقسى أن تفقد روحا سكنت فى داخلك . ما أقساها تلك اللحظة عندما تصطدم بواقع أن أعز ما تملك قد رحل عنك. هكذا هو الان يحيا بجسد ولكن روحه معها وربما روحها معه لا يدرى أيهما معه فقد أمتزجت روحه بروحها ولا يدرى هل ما زالت تلك الروح الممزوجة معه أم رحلت معها .
لم تمت ويكفيه أنه ما زال يحيا على حبها فهل لك أن تجد وفاءا بهذا الشكل ليتها ترجع له أو ليته يرحل اليها
لا يرغب من هذا العالم شيئا يكفيه انها ما زالت معه هو فقط يحدثها وينظر الى تلك الروح الجميلة التى تحلق فى سماءه كل ليلة لتلقى اليه بطاقة النور.
الموت الحقيقى هو ان تظل حيا فى هذه الدنيا وتتعلم منها كل ما هو مؤلم فيها فاذا اصبحت ممن يدوسون باقدامهم على قلوب غيرهم او ممن يقتل غيره بسكينا فى ظهره ويأتى مسرعا كى يداويها فأعلم أنك ميت ...............

الجمعة، 13 أغسطس 2010

هو من اختار الرحيل ...................

فرحت عندما رحل عنها رغم ما كانت تكن له فى داخلها من حب . ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة وهى تفارقه كيف هذا وهو أول حب دق له قلبها وأول شخص منحته حبها وأمانها هل فقدت عقلها؟ هل أصبحت تكرهه لذا هى سعيدة بالبعد عنه ؟ هل لم تكن تحبه فى يوم من الايام؟ هل خدعها؟ تداخلت فى رأسى العديد من الاسباب ولم أجد سببا مقنعا لما حدث منها فقد كانت تحبه حبا يشهد به الجميع . لم تكن ترى سواه فى دنياها . كانت تشعر بالالم فى فراقه وكانت تطير من السعادة فى وجوده بجوارها . الجميع كان يحسدهم على حبهم حتى هى نفسها كانت ترى فيه أحن قلب وأرقى مشاعر . قررت أن أذهب اليها وأسألها كيف رسمت تلك البسمة وأنت تفارقين روح سكنت فى داخلك .
قابلتنى بابتسامة عريضة مرسومة على وجهها لم أكن أدرى ابتسامة زائفة تلك أم ماذا ؟
قالت لى :هل شهدت قصة حبى ؟
قلت لها: نعم وكم تمنيت أن أحيا قصة مثلها ولا أدرى سببا لتلك البسمة المرسومة على وجهك .
قالت لى :وكيف لى أن أحزن ؟
قلت لها : أتستكثرين الحزن عليك بعدما رحلت عنك روح تسكن فى داخلك
قالت لى : لا لن احزن ابدا لفراقه رغم افتقداى الشديد اليه ورغم كل الالام التى ربما اقاسيها كلما مرت ذكراه فى داخلى لا لن احزن ولن اجعل الحزن يأخذ جزءا من مشاعرى .
قلت لها : تقولين أنك ستفتقديه وانك ستتألمين كلما مرت ذكراه فى خاطرك اذن كيف لك أن تفرحى لرحيله؟
قالت لى : سعيدة انا برحيله لانه لا يستحق ان امنحه اكثر من هذا فقد اخذ من مشاعرى ما يكفيه واكثر. سعدت عندما رحل ذلك لانه هو من اختار الرحيل ولست انا. كم كنت اسخط على نفسى كلما قست عليه وكلما قررت ان ترحل عنه اقول لها كيف لك ان تتركيه وهو محتاج لوجودك بجواره كيف لك ان تأخذى الامان منه وتتركيه بلا امان فأنت أمانه كما كان يقول لك . جلدت نفسى كثيرا بسببه ومنحته كثيرا من مشاعرى ورغم كل ما كنت اعانيه فى جواره الا اننى كنت سعيدة بألمى هذا فقد كنت أتألم من أجل أن أراه سعيدا فعندما تحب أحدهم بشدة تعطى بدون أى مقابل لا تشعر بأى تعب تصنعه لأجله لا تتألم عندما يقسو عليك تتحمل قسوته عليك فقط لأنك تريده بجوارك تمنحه الكثير ويبقى بداخلك الاكثر فى انتظار ان يخرج له فقط. لا ترى سواه فى دنياك تتحرر من عالمك ويبقى هو عالمك اينما ذهبت تجده امامك تتنفس هواه وتتذكره فى كل موقف يمر بك فى يومك. نعم فهو ذلك الشخص الذى يلقى عليك السلام فى الصباح وهو ذلك الشخص الذى يساعدك فى محنة تمر بها وهو أبوك الذى يحنو عليك. نعم ترى كل العالم من خلاله وكأن العالم كله قد اختزل فيمن تحب
لقد عشقت الحياة لأجله . عشقت معنى الحب معه. تنفست حياتى بنسيم حبه ودق قلبى بنبض عشقه. حبه كان بركان داخل قلبى . لم أتمنى أن يرحل عنى فقد كان كل كيانى
كنت أحبه وكم تعاهدنا ان نظل سويا الى ان ينتهى بنا العمر وظل ذلك الحلم الجميل يراودنا أن تتوج تلك القصة, والتى يحسدنا عليها كل من يصادفنا فى حياتنا, بالزواج
ومكثنا نحلم ونداعب أحلامنا ونرسم صورة جميلة لحياتنا سويا . تمنيت أن أنجب منه ولدا يشبهه فى كل شئ حتى تظل صورته أمامى طوال الوقت أما هو فقد تمنى أن أنجب له بنتا جميلة تشبهنى فى براءتى وجمالى الطفولى هكذا كان يشبهنى .
تمنيت لو أخذه بعيدا عن تلك الاعين التى تحسدنا على حبنا .
نعم فما أسمى ذلك الحب الذى ترتقى به النفوس والذى يبعث فى النفس كل الامان والراحة . انه ذلك الحب الذى يرسل بريق من النور داخل أنفسنا فيمنحها السكينة والراحة هو ذلك الحب الذى يجعلنا مثل الطير الذى يشدو بأجمل الالحان. هو تلك اللمسة الحانية التى تربت على كتفنا فتجعلنا نشعر بالامان. هى تلك اللمسة التى تداوى كل جراح الزمان .
ما أسمى ذلك الحب النقى الذى يفجر أحسن ما فينا يدفعنا للامام ويرسم داخل قلوبنا أسمى المعانى ويسطر أرقى المشاعر والكلمات .
تلك كانت مشاعرى وانا معه وذلك معنى الحب الذى كنت اراه فى عينيه وفى مواقفه وفى نظراته وفى كلماته
ذلك هو الحب الذى رأيته وترجمته بكلماتى وبمشاعرى
ولكن ترجمتى له كانت بعيدة كل البعد عن ترجمته هو فقد ترجم كل حبى له بالبعد عنى
نعم لقد اختار بنفسه الرحيل لذا لا داعى لان احزن لاننى لست انا من اخترت الرحيل ولست انا من ترجمت معنى الحب مثلما ترجمه هو سيفتقدنى كثيرا فى حياته عندما يدرك انه لم ولن يجد احدا يمنحه حبا مثلما منحته انا له وربما سأفتقده انا ولكن كلما افتقدته سأتذكر انه منحنى مشاعر زائفة لذا لن احزن وقتها وربما ابتسم لاننى متيقنه اننى سأجد من يمنحنى حبا صادقا يوما ما مثل حبى الذى منحته اياه .