الجمعة، 13 أغسطس 2010

هو من اختار الرحيل ...................

فرحت عندما رحل عنها رغم ما كانت تكن له فى داخلها من حب . ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة وهى تفارقه كيف هذا وهو أول حب دق له قلبها وأول شخص منحته حبها وأمانها هل فقدت عقلها؟ هل أصبحت تكرهه لذا هى سعيدة بالبعد عنه ؟ هل لم تكن تحبه فى يوم من الايام؟ هل خدعها؟ تداخلت فى رأسى العديد من الاسباب ولم أجد سببا مقنعا لما حدث منها فقد كانت تحبه حبا يشهد به الجميع . لم تكن ترى سواه فى دنياها . كانت تشعر بالالم فى فراقه وكانت تطير من السعادة فى وجوده بجوارها . الجميع كان يحسدهم على حبهم حتى هى نفسها كانت ترى فيه أحن قلب وأرقى مشاعر . قررت أن أذهب اليها وأسألها كيف رسمت تلك البسمة وأنت تفارقين روح سكنت فى داخلك .
قابلتنى بابتسامة عريضة مرسومة على وجهها لم أكن أدرى ابتسامة زائفة تلك أم ماذا ؟
قالت لى :هل شهدت قصة حبى ؟
قلت لها: نعم وكم تمنيت أن أحيا قصة مثلها ولا أدرى سببا لتلك البسمة المرسومة على وجهك .
قالت لى :وكيف لى أن أحزن ؟
قلت لها : أتستكثرين الحزن عليك بعدما رحلت عنك روح تسكن فى داخلك
قالت لى : لا لن احزن ابدا لفراقه رغم افتقداى الشديد اليه ورغم كل الالام التى ربما اقاسيها كلما مرت ذكراه فى داخلى لا لن احزن ولن اجعل الحزن يأخذ جزءا من مشاعرى .
قلت لها : تقولين أنك ستفتقديه وانك ستتألمين كلما مرت ذكراه فى خاطرك اذن كيف لك أن تفرحى لرحيله؟
قالت لى : سعيدة انا برحيله لانه لا يستحق ان امنحه اكثر من هذا فقد اخذ من مشاعرى ما يكفيه واكثر. سعدت عندما رحل ذلك لانه هو من اختار الرحيل ولست انا. كم كنت اسخط على نفسى كلما قست عليه وكلما قررت ان ترحل عنه اقول لها كيف لك ان تتركيه وهو محتاج لوجودك بجواره كيف لك ان تأخذى الامان منه وتتركيه بلا امان فأنت أمانه كما كان يقول لك . جلدت نفسى كثيرا بسببه ومنحته كثيرا من مشاعرى ورغم كل ما كنت اعانيه فى جواره الا اننى كنت سعيدة بألمى هذا فقد كنت أتألم من أجل أن أراه سعيدا فعندما تحب أحدهم بشدة تعطى بدون أى مقابل لا تشعر بأى تعب تصنعه لأجله لا تتألم عندما يقسو عليك تتحمل قسوته عليك فقط لأنك تريده بجوارك تمنحه الكثير ويبقى بداخلك الاكثر فى انتظار ان يخرج له فقط. لا ترى سواه فى دنياك تتحرر من عالمك ويبقى هو عالمك اينما ذهبت تجده امامك تتنفس هواه وتتذكره فى كل موقف يمر بك فى يومك. نعم فهو ذلك الشخص الذى يلقى عليك السلام فى الصباح وهو ذلك الشخص الذى يساعدك فى محنة تمر بها وهو أبوك الذى يحنو عليك. نعم ترى كل العالم من خلاله وكأن العالم كله قد اختزل فيمن تحب
لقد عشقت الحياة لأجله . عشقت معنى الحب معه. تنفست حياتى بنسيم حبه ودق قلبى بنبض عشقه. حبه كان بركان داخل قلبى . لم أتمنى أن يرحل عنى فقد كان كل كيانى
كنت أحبه وكم تعاهدنا ان نظل سويا الى ان ينتهى بنا العمر وظل ذلك الحلم الجميل يراودنا أن تتوج تلك القصة, والتى يحسدنا عليها كل من يصادفنا فى حياتنا, بالزواج
ومكثنا نحلم ونداعب أحلامنا ونرسم صورة جميلة لحياتنا سويا . تمنيت أن أنجب منه ولدا يشبهه فى كل شئ حتى تظل صورته أمامى طوال الوقت أما هو فقد تمنى أن أنجب له بنتا جميلة تشبهنى فى براءتى وجمالى الطفولى هكذا كان يشبهنى .
تمنيت لو أخذه بعيدا عن تلك الاعين التى تحسدنا على حبنا .
نعم فما أسمى ذلك الحب الذى ترتقى به النفوس والذى يبعث فى النفس كل الامان والراحة . انه ذلك الحب الذى يرسل بريق من النور داخل أنفسنا فيمنحها السكينة والراحة هو ذلك الحب الذى يجعلنا مثل الطير الذى يشدو بأجمل الالحان. هو تلك اللمسة الحانية التى تربت على كتفنا فتجعلنا نشعر بالامان. هى تلك اللمسة التى تداوى كل جراح الزمان .
ما أسمى ذلك الحب النقى الذى يفجر أحسن ما فينا يدفعنا للامام ويرسم داخل قلوبنا أسمى المعانى ويسطر أرقى المشاعر والكلمات .
تلك كانت مشاعرى وانا معه وذلك معنى الحب الذى كنت اراه فى عينيه وفى مواقفه وفى نظراته وفى كلماته
ذلك هو الحب الذى رأيته وترجمته بكلماتى وبمشاعرى
ولكن ترجمتى له كانت بعيدة كل البعد عن ترجمته هو فقد ترجم كل حبى له بالبعد عنى
نعم لقد اختار بنفسه الرحيل لذا لا داعى لان احزن لاننى لست انا من اخترت الرحيل ولست انا من ترجمت معنى الحب مثلما ترجمه هو سيفتقدنى كثيرا فى حياته عندما يدرك انه لم ولن يجد احدا يمنحه حبا مثلما منحته انا له وربما سأفتقده انا ولكن كلما افتقدته سأتذكر انه منحنى مشاعر زائفة لذا لن احزن وقتها وربما ابتسم لاننى متيقنه اننى سأجد من يمنحنى حبا صادقا يوما ما مثل حبى الذى منحته اياه .

هناك تعليق واحد:

  1. صحيح .. :)
    إن كان هو من اختار الرحيل ..
    فليس لها أن تحزن .
    ستتألم قليلاً .. لكنها ستكون بخير .
    تحية لكِ

    ردحذف